في مثل هذه اللحظات وقبل 120 سنة خلت، كانت موريتانيا على موعد مع حدث فارق في تاريخها، كانت بطحاء تجكجة تشهد اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ صولة حيرت القادة العسكريين وأرباب الحروب، تلك العملية البطولية التي استباحت خلالها نخبة من المجاهدين الأبطال بقيادة المجاهد الشهيد سيدي ولد مولاي الزين وفرسان آدرار من قبيلة إديشلي المشهود لها بالبطولة والتضحية، ونفر من قبائل أخرى، استباحت معسكر قائد حملة الاحتلال الفرنسي كبولاني وأردته قتيلا رغم حصونه وجنوده البالغ عددهم 500مقاتل مدججين بأحدث أسلحة ذلك العصر.
لم تستغرق العملية أكثر من خمس دقائق، تم خلالها شل منظومة القيادة والسيطرة الفرنسية في القلعة، وتعالت أصوات المجاهدين بالتكبير، وبلغت قلوب المحتلين الحناجر، وعندما ماانقشع الغبار كانت آمال كبولاني وطموحاته التوسعية قد أصبحت أضغاث أحلام.
استشهد بعض من قادة الصولة، وانسحب الباقون تحت غطاء ناري من رفاقهم خارج المعسكر.
وتعزز هذا المشهد البطولي بوقفة الشموخ التي وقفها المجاهد الشهيد أحمد ولد أعميرة حين جيء به إلى المعسكر وقد أثخنته الجراح لكنه أصر على إطلاق سراح أسرى تجكجة الأبرياء.
نجحت الصولة في قتل قائد الحملة الفرنسية وبعض أعوانه، وفي كسر هيبة الاحتلال، وتمريغ أنوف قادته الميدانيين، وفرض معادلة جديدة لصالح المقاومة.
وخسر الفرنسيون قادتهم ومعسكرهم وخططهم الدفاعية، وخسروا أكثر من ذلك تقاليد الجندية وأعراف الحرب حين مثلوا بجثامين الشهداء وأساؤوا معاملة المدنيين الأبرياء، وأعدموا أسيرا جريحا في وضح النهار.
المجد للأبطال المغاوير في صولة تجكجة
والخلود للشهداء الأبرار
محمد المختار ولد سيدي محمد