" هنالك عبارة مأثورة قديمة تقول: أن الأبطال لا يصبحون أبطال في الحلبة؛ إنهم يحققون الشهرة هنالك وحسب".
ترى جيسيكا كامرون في كتابها / القيادة السياسية: الموضوعات، السياقات، الانتقادات، بان القائد السياسي الناجح هو كل شخص مسؤول يعمل كقدوة للنزاهة، ولديه مهارات في التواصل الجيد تمكنه من العمل مع الآخرين، بغض النظر عن الانتماء الحزبي، او اختلاف الرأي السياسي، لتحقيق أكبر فائدة لعامة السكان، ويكون قادرا على مقاومة الإغراءات المختلفة في الساحة السياسية، ذو شخصية قوية، وكاريزما وضمير حي، يمتلك الشجاعة ليقول ما يجب ان يقال بدلا من اخبار عامة الناس ما يريدون سماعه.
كان الراحل كاب ولد عليوه -رحمه الله – شجاعا وصريحا، وكلنا نتذكر تصريحاته في الاستحقاقات النيابية والتشريعية الأخيرة عندما قال-وهو رئيس مجلس إدارة أكبر شركة في البلاد (سنيم)، قال: لن أقبل الظلم ومن يريد الشعبية في كنكوصه عليه ان يصنعها بنفسه .... سأدعم رئيس الجمهورية حتى يمل هو من ممارسة السياسية ولكنني لن اقبل ان أظلم سواء كان رئيس الجمهورية على علم بذلك او غير مطلع عليه، في إشارة إلى ترشيحات الحزب في كنكوصه التي أرادها المرحوم خالصة لحلفه.
لم يخف المرحوم كاب امتعاضه او احتجاجه في الوقت المناسب، كان يحب ان يلعب في كثير من الأحيان بعيدا عن الأضواء، ربما لتكوينه الإداري، أو طريقته في إدارة الأمور والتي لم تحظى دائما برضى بعض الأطراف الفاعلة في الحلف لكن احترامها لشخصه ومكانته كان يمنعها من التصريح بذلك.
اليوم يختار الحلف قيادة جديدة ممثلة في رجل الأعمال محمد الحسن ولد عبد الرحمن ولد باريك (من الحاضنة الاجتماعية للمرحوم كاب) كمنسق عام للحلف، ورجل الأعمال، وعمدة بلاجميل براهيم كلى با مساعدا له.
وإذا كان الخيار الأول يفهم في سياق التوريث الذي دأبت عليه الأحلاف السياسية المؤسسة على الزعامات الشخصية فإن الثاني يأتي لضرورة تأمين مصدر تمويل دائم لنشاطات الحلف، خاصة ان العمدة كلي اشتهر ببذله حد البذخ في المواسم السياسية لصالح الحلف، لكن الخبرة السياسية اللازمة لتماسك الحلف واستمراره غابت في هذه المنسقية رغم وجود العديد من الأوجه السياسية البارزة ذات الخبرة، والكفاءات الشابة التي حضرت المشاورات، وهو يعتبر في نظر البعض بداية لمرحلة جديدة من هيمنة سطوة المال وشهوة السلطة على حلف سياسي ظل لفترة وعاء يحظى بشعبية هي الأضخم في كنكوصه فهل ستقدر هذه المنسقية الجديدة على قيادة سفينة الحلف نحو الأمام ؟
رأي حر