تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حكومة ولد أجاي و" بناء الثقة مع المواطن" في ضوء المنتديات الجهوية لتحديد أولويات التنمية (رأي حر)

تربط العديد من الدراسات بين نجاح السياسات والإجراءات الاقتصادية وقدرات الحكومة على تحقيق أهدافها المصرح عنها في بياناتها الوزارية بمستوى الثقة السياسية بين المواطنين من جهة والحكومة ومؤسساتها وممثليها (الوزراء والمدراء العامين لمؤسسات الدولة) من جهة أخرى.

وفي موريتانيا هناك اجماع على أن الثقة بين الحكومة والمواطن مفقودة منذ عقود بسبب السياسات الحكومية العرجاء، وتردي مستويات الخدمات العمومية وانتشار الفساد والزبونية.

ورغم فترات الانتعاش الاقتصادي التي عرفها البلد بسبب الاكتشاف الحديثة للثروات المنجمية (الحديد والذهب والغاز) وقبله الصيد إلا ان مستويات الفقر تزداد طردا مع زيادة الأسعار الملتهبة مما يثقل كاهل المواطن البسيط، ويزيد من نقمته على حكومة يراها سببا في تعاسته عبر استهدافه بالضرائب، وإغراقه بالديون المجحفة من مؤسسات دولية بالمليارات من العملات الأجنبية دون أن ينعكس ذلك على واقعه المعيشي.

وتنعدم الثقة أكثر عندما تناقض أفعال الحكومة أقوالها أو يظهر عجزها عند الحاجة في زمن الكوارث او الأوبئة لتفقد احترامها بشكل كامل، أو تتلطخ سمعتها بصفقات فاسدة، وإثراء غير مشروع، او زيادة معتبرة لرواتب الوزراء والمديرين من أموال دافعي الضرائب خاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة.

ورغم أن عمر الحكومة الحالية قصير جدا للحكم عليها إلا أن المحاولات العديدة لربط علاقة مع المواطن عبر منصاتها الالكترونية (منصة عين مثلا) أو من خلال المنتديات الجهوية للتخطيط التنموي التشاركي التي تجري اليوم يعد أسلوبا جديدا لربط علاقة مع المواطن في محاولة لكسب جزء ولو يسير من الثقة المفقودة في العمل الحكومي المترهل غالبا.

و اذا كان الوزير الأول الجديد المختار ولد اجاي اجتهد منذ استلامه للسلطلة ليجعل من وزارته " مركزا للإشعاع الحكومي ومنبعا رئيسيا للأفكار" في محاولة لتملك زمام المبادرة في اتخاذ أي قرار يصدر عن الرئيس إلا أن مخرجات المنتديات الجهوية لتحديد أولويات التنمية ستزيد من الأعباء الملقاة على عاتق الحكومة المثقل بميراث " تعهداتي" و برنامج " مأمورية الشباب ".

المتتبع لجلسات هذه المنتديات يكتشف بوضوح مستوى النبرة القوية في كشف سوءات العمل الحكومي من خلال حجم وإلحاح المشاكل المطروحة من طرف الولاة والحكام قبل المنتخبين، وهو ما يعد مؤشرا على مستوى التذمر والإحباط تجاه البرامج والتدخلات الحكومية فهل انتقلت عدوى فقدان الثقة إلى الإدارة الحكومية أيضا؟!

المدير الناشر

أربعاء, 08/01/2025 - 10:05

تابعونا

fytw