تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كنكوصه: مستقبل حلف العدالة والمساواة بين التشرذم والصمود؟

ليت شعري هل تموت الأفكار بموت صاحبها ....

يرى بعض المراقبين للساحة السياسية في مقاطعة كنكوصه أكبر معاقل حلف العدالة والمساواة الذي كان يرأسه المرحوم كابه ولد عليوه أن الغموض يلف مستقبل هذا الحلف بعد وفاة مؤسسه، الرجل الذي قاده بشكل منفرد دائما، معتمدا على دهائه السياسي، ونفوذه منذ أن كان وزيرا للداخلية أيام نظام ولد الطايع.

ورغم أن الحلف حصد أربع بلديات من أصل خمسة بالمقاطعة إلا أن الإجماع كان منعقدا حول شخص الرئيس كابه كمرجعية وحيدة للحلف، لا منازع لها ولا رأي ضدها باستثناء ما كان يلمس لدى بعض منتخبيها من طموح خجول لمناصب انتخابية أكبر كما هو الحال بالنسبة لعمدة بلاجميل ورجل الأعمال إبراهيم كلى با الذي يعد من أكبر المساهمين الماليين في حملات ونشاطات الحزب خلال الفترة الأخيرة.

نجح المرحوم كابه دائما في مواجهة خصومه السياسيين من الموالاة والمعارضة حيث كان غالبا فارس الميدان خلال الاستحقاقات الانتخابية والتظاهرات الاحتفالية لكنه لم يسمح لأي أحد كان من داخل الحلف أن يكون خليفة له، ولم يفوض أحدا من الصلاحيات ما يخول الحديث باسمه، ولربما كان لتكوينه الإداري كأحد ولاة الإدارة القديمة دورا كبيرا في طريقة تسييره الأحادية.

اليوم وبعد أن مضى يرى أغلب المتابعين للساحة السياسية المحلية أن مصير الحلف إلى التشرذم أقرب بسبب عدم وجود مرجعية سياسية داخله يمكن الركون إليها بالإضافة إلى قوة خصومه الميدانيين، حيث يسري حديث بأن أغلب مكونات هذا الحلف ستذهب إلى خصمه السياسي في المقاطعة حلف المواطنة بقيادة ولد بناهي، ولم لا إذا كانت القاعدة السياسية تقول أنه لا توجد في السياسات عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، لكن غياب ولد بناهي عن المشهد الحكومي في الفترة الحالية ربما ينزع الدسم من صفقة ناجحة كهذه بالنسبة للبعض، وإن كان البعض الآخر يراهن على دهاء ولد بناهي وخبرته في مجال السياسية وخريطة مقاطعة كنكوصه، فهل سيصمد هذا الحلف بعد رحيل مؤسسه أم سيتم تقاسمه  بين  خصومه ؟

عموما يمكن القول إن منتخبي هذا الحزب نجحوا أمس السبت خلال زيارة الرئيس غزواني لبلدية هامد في اظهار نوع كبير من التماسك والعمل المشترك، لكنهم لم يتمكنوا من التخلص من هيمنة المؤسس وهو ما عبرت عنه إحدى اللافتات المشينة خلال الاستقبال كتب عليها " حلف العدالة والمساوات برئاسة الوزير كابه ولد عليوه يرحب بفخامة الرئيس" فهل كان ذلك خطأ غير مقصود أم هو أنه دليل ارتباك وخلاف ؟

  

أحد, 29/12/2024 - 09:48

تابعونا

fytw