يعتبر دور المعامل الطبية مهما للغاية في زيادة الوعي وتعزيز صحة المواطنين ولا أعتقد أن قطاع المختبرات الطبية عندنا في موريتانيا قد وصل الى مرحلة متقدمة من التطور والتحديث، في ظل ما أضحى يطبع سلوك مجتمعنا مؤخرا من انعدام للوطنية واضمحلال للعادات والتقاليد والقيم الحميدة التي كانت سائدة فى هذه الربوع، دون وجود رادع حقيقي من الدولة حتى لو تعلق الأمربصحة أو تعليم أو أمن، اللهم إذا استثنينا مختبرات بعض المستشفيات الحكومية في العاصمة نواكشوط إن قدر لها من يعمل بوازع ديني ــ ديني فقط ــ على توفير اللازم من الصيانة والرعاية والاشراف، ونعلم بأن هناك الكثير من الأسباب وراء النتائج الخاطئة للتحاليل بصفة عامة منها ما يتعلق بطريقة
سحب العينة، ونوعية الأنبوب، ونظافته، وطريقة تحضيرالعينة، إضافة الى ما يتعلق بوجود خطإ ما في بعض الأجهزة المستخدمة.
السيدة الوزيرة ــ هذه الأرقام اخترتها كعنوان لكونها توضح مدى تباين أسعار تحليل عينة الدم في مختبرات تتوزع على طول كيلومتر واحد تقريبا يبدأ من مطعم العربي بــ (تنسويلم)ولغاية سوق(لكبيد)، فهل ــ لا قدر الله ــ يعتبر ذلك ناتجا عن تقصير أوعدم مراعاة للدقة المطلوبة في النتائج لدى بعض هذه المختبرات ؟ أم ماذا ؟ خصوصا إذا استبعدنا عامل البعد وفروق الإيجار.
السيدة الوزيرة ــ يتوق المواطن البسيط إلى إرشاده وتزويده بمبررات منطقية ــ ممن يهمه الأمر ــ عن سبب وجود هذه الفروق في الأسعار، ويخشى هذا المواطن البسيط في نفس الوقت من أن تكون تلك الفروق ناتجة عن خلافات جذرية في نتائج فحوصات العينة الواحدة التي توزع على عدة مختبرات في نفس الوقت وفي نفس الظروف، لأن ذلك الخلاف لا يكون عادة في أمور ثانوية، ولكنه قد يتعلق بأمور أساسية كأن تكون عينة الدم هذه تحتوي على مرض بعينه أم لا تحتوي عليه، وتكون النتائج متضاربة، رغم أن العينة واحدة.
هذا الأمر ينطبق على فحوصات السكري، ونسبة الكولسترول وحتى في اكتشاف بعض الأمراض التي تتطلب من الطبيب المعالج التصرف عند استلامه لنتيجة الفحص محل الخلاف.
وزارة الصحة في موريتانيا مطالبة بإعادة النظر في وضع قطاع المختبرات وذلك بأن تكون هناك مدة لتجديد ترخيص المختبر، لا أن تكون الرخصة سارية المفعول، وعند التجديد تكون الوزارة قد وضعت قائمة بالحد الأدنى من الأجرة المطلوبة والأيدي العاملة المؤهلة، وأن يتم التأكد من وجود ذلك عند تجديد الرخصة، فالمختبرات الصحية من القطاعات المهمة في مساعدة الأطباء والمستشفيات في معالجة المرضى، وتستحق المزيد من الإهتمام والتنظيم.
الدكتور / الحسن أحمد طالب ــ أستاذ جامعي
