تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

موريتانيا : هل تنفخ الحكومة في النفس القبلي ؟!

يثير تنامي النفس القبلي خلال العقود الأخيرة العديد من الأسئلة حول مصادر النفخ في هذا النفس رغم الجهود المعلنة من طرف السلطات الحكومية التي يتهمها البعض بالتخاذل في تطبيق القوانين المجرمة للاجتماعات القبلية، والتظاهرات العشائرية خاصة عندما تقبل المواسم السياسية لحاجتها للمفاتيح الانتخابية لبعض المرجعيات التقليدية ومخزونها الانتخابي.

ورغم أن الكثير من الدراسين للتاريخ الموريتاني المعاصر يعتقد بأن المدنية الحديثة وصلت إلى منطقة "الكبله" قبل الوصول إلى انحاء البلاد الأخرى وهو ما جعل اغلب المتابعين لمسار الدولة الموريتانية يذهب إلى أن الحس المدني بالدولة ككيان أكثر تجذرا لدى ساكنة هذه المنطقة من المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية التي تطغى فيها النزعة القبلية و الشرائحية إلا أن ما حدث خلال اليومين الماضيين في منطقة بتمليت حين كشرت القبلية عن أنيابها بأبشع تجلياتها يكشف أن الرئيس الراحل المختار ولد داداه رحمه الله كان محقا كان يقول دائما أنه يجب محاربة القبيلة من أجل بناء الدولة وبالتالي كان المختار رجل دولة لا زعيم قبيلة.

دعا الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني في حفل افتتاح مهرجان مدائن التراث 2021 إلى الوقوف في وجه النفس القبلي معتبرا أنه يشهد تصاعدا ملحوظا حينها، وقبل ذلك أصدر وزير الداخلية في شهر فبراير 2020 تعميما للولاة والحكام يمنع الترخيص للأنشطة القبلية دون أن نلمس أي جهد حقيقي من طرف الولاة والحكام في هذا الاتجاه.

يجد المتابع للساحة السياسة صعوبة في تصديق الادعاءات الحكومية عندما يجد وزيرا في الحكومة ينصب زعيما تقليديا لمجموعته وينظم جولة عشائرية لأخذ البيعة لنفسه، ويزداد المرء غرابة عندما تستقبل المجموعات القبلية الرئيس في زياراته الداخلية وسط صمت مطبق من طرف السلطات الإدارية وتجاهل للقوانين الصادرة في هذا الصدد فهل تنفخ الدولة في النفس القبلي ؟!

أحد, 26/05/2024 - 10:29

تابعونا

fytw