يرى الكثير من المتابعين للساحة السياسية في موريتانيا من الموالاة قبل المعارضة أن المأمورية الأولى لنظام الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لم تكن مقنعة رغم أهمية المنجز وتعدده، وخصوصية الظرفية الدولية وذلك مقارنة مع عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وينتقد خصوم الرئيس الحالي أداء حكومته من خلال مقارنة بين تضاعف الميزانية العامة خلال سنوات مأموريته دون أن تنعكس هذه الزيادة على معيشة المواطنين عبر تحفيض الأسعار أو مشاريع بنيوية كبيرة تحدث فرقا في صرح البنى التحتية أو الأمن الغذائي او تحولا جذريا في مخرجات التعليم ...
لكن المتفحص لعدد المشاريع المنجز وتوسع القاعدة الإنتاجية يلحظ بوضوح تأسيسا لنهضة قوية أرسى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قواعدها من خلال مكننة الزراعة وتطوير الصناعة وزيادة غير مسبوقة في البنى التحتية في مجال التعليم، والصحة، والتجهيز مما يثير التساؤل حول أسباب ضعف محركات الإقناع بهذه الإنجازات الكبيرة، وغياب التثمين المطلوب الذي يعبر عن المستوى المناسب من الرضى عن المأمورية التي اوشكت على نهايتها.
يتفق خبراء علم النفس في مجال فن الإقناع أن له محركات سبعة أساسية أقواها التباين او التناقض لإظهار الفرق، وفي هذا المؤشر نرى بأن أعلام النظام قد فشل فشلا ذريعا في إبراز الفرق الحاصل في مجال المشاريع المنتجة مقارنة مع الواقع عندما تسلم الرئيس ولد غزواني الحكم (2019) رغم أن الرئيس قد أوفى بنسبة تتجاوز 80% من تعهداته و الباقي مشاريع متعثرة، لكن ضعف الماكينة الإعلامية للنظام والتي هي امتداد لنظام العشرية لم تمتلك حتى اليوم الجرأة الكافية لمقارنة موضوعية ومقنعة بين النظامين، وهو الخطأ الذي لم يستطع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يصححه حتى اللحظة.
كان أنصار السابق الرئيس ولد عبد العزيز ووزراؤه يرددون أن موريتانيا ولدت مع عزيز 2009 وأن كل ما سبق ذلك مجرد مخاض وبالتالي نجحوا في كسب كل المشاريع التي كانت قيد الدراسة او التنفيذ منذ نشأة الدولة لصالحهم في حين أن وزراء الرئيس الحالي خاصة ممن كانوا جزءا من العشرية لا يقدرون على مقارنة بسيطة بين أسعار المواد الأساسية قبل 2019 وأسعارها اليوم 2024، فمتى سيفهم الرئيس أن الخلل في الماكينة الإعلامية هو السبب الرئيس في ضعف التثمين وعدم الاقتناع؟
عال ولد يعقوب