تمر اليوم سنة كاملة على أول مداخلة سياسية علنية لرئيس اتحاد ارباب العمل الموريتانيين زين العابدين ولد الشيخ أحمد على مستوى مدينة كيفه وولاية لعصابه خاصة، وموريتانيا عامة بمناسبة انطلاق حملة الانتخابات الجهوية والبلدية والبرلمانية في مايو 2023.
ورغم جهود الدعم الكبيرة التي قدمها زين العابدين لمرشح حزب الانصاف لبلدية كيفه حينها محمد ولد هاشم، والانحياز الواضح ضد ابن عمه العمدة الحالي الدكتور جمال ولد كبود إلا ان الهزيمة المدوية التي مني بها ولد هاشم كشفت بأن الوعي السياسي المحلي على مستوى مدينة كيفه بلغ مرحلة من النضج أصبح معها عصيا على تأثير المال السياسي والوعود الحملاتية الخداعة.
لا أحد ينكر قوة المال السياسي في شراء أصوات الناخبين، واستقطاب المتاجرين بذمم المواطنين، لكن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ليست بحاجة لدعم رجال الأعمال فكل المؤشرات واسوأ الاحتمالات تمنحه فوزا ساحقا امام كل المرشحين المحتملين.
بالتزامن مع مرور السنة على مداخلة ولد الشيخ يطالعنا اليوم بإطلاق مبادرة رجال الأعمال الموريتانيين لدعم ترشح محمد ولد الشيخ الغزواني.
المشكلة ان تجمع رجال الأعمال الموريتانيين لا يمتلكون موطئ قدم من القواعد الشعبية في عموم انحاء البلد، بل إن أغلب المواطنين يعتبرونهم مصدرا للشقاء وفشل السياسات الحكومية بسبب احتكار الصفقات، وارتفاع الأسعار، ورداءة البضائع المستوردة ،وممارسة الاحتكار والمضاربات وغيرها من اللعنات التي تلازم رجل الأعمال في الذهنية العامة للمواطنين، ولا تترك لهم فرصة للفوز بقلوب الناخبين أو التأثير في عقولهم، ولذلك اكتفى اغلبهم خلال جميع الاستحقاقات الانتخابية منذ نشأة التعددية الديمقراطية في موريتانيا بتقديم الدعم المالي السخي، والجلوس في المقاعد الخلفية، لكن رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين ولد الشيخ احمد يظهر في الآونة الأخيرة جرأة غير معهودة في الظهور الإعلامي والتصريحات السياسية غير المحسوبة – حسب البعض- والتي قد يكون ضررها على نظام ولد الغزواني اكثر من نفعها، فهل يعي الرئيس ولد الشيخ الغزواني هذا الأمر؟
المدير الناشر/ عال ولد يعقوب