تناولت اسبوعية " ماروك أبدو" الناطقة بالفرنسية في عددها رقم 1528 الصادر بتاريخ 12 ابريل الجاري تحت العنوان " الحياد بين المغرب والجزائر لغز ولد الغزواني" ما اعتبرته ترددا في الموقف الموريتاني إزاء العلاقة بالجارتين المغرب والجزائر والصراع الدائر بينهما.
وقالت الصحيفة إن سبب تردد السلطات الموريتانية في اتخاذ تحالف حقيقي مع المغرب هو الخوف من الانتقام الجزائري مع أنه سيتعين عليها ذلك عاجلاً أم آجلاً حسب رأي الصحيفة.
وأضافت الأسبوعية المغربية أن الجزائر تبدو عازمة بشكل واضح على الرغبة في جر موريتانيا بأي ثمن إلى مشروعها المتمثل في عزل المغرب في محيطها الإقليمي (المغرب العربي).
ورأت الصحيفة أن موريتانيا إذا اختارت بالصدفة في المستقبل أن تكون جزءًا من اتحاد المغرب العربي بدون المغرب، لأن هذا هو الأمر بكل بساطة على الرغم من كل تأكيدات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلاف ذلك، لا يمكنها أن تفعل ذلك إلا ويدها على قلبها، معتبرة أنه على الجانب الموريتاني ألا ينخدع.
وأردفت الصحيفة بأن بعض ممن حاورتهم من موريتانيا يشعرون بخيبة أمل فيما يتعلق بالوضع الحالي للمغرب العربي، وأن هناك مخاوف متزايدة من اضطرار موريتانيا في مرحلة ما إلى الاختيار بين المغرب والجزائر، وهو ما رفضته موريتانيا منذ استقلالها حيث كانت دائما – نظرا للتكلفة السياسية التي قد يفرضها ذلك عليها وعلى زعمائها- تسعى قبل كل شيء إلى عدم الوقوع في مأزق توتر العلاقة بين الجارتين.
و استطردت الصحيفة في تناول بعض مراحل التوتر في هذه العلاقة عبر التذكير بتدخلات عسكرية سابقة للجزائر على الأراضي الموريتانية ( يونيو 1976 ، يوليو 1977) معتبرة أنها محفورة في الذاكرة الموريتانية.
وقالت الجريدة إلى أنه وبعد سنوات من الجفاء الدبلوماسي بين المغرب وموريتانيا وضعف التمثيل بينهما منذ سنة 2012 فإن تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أعطى دفعا جديدا في العلاقة الدبلوماسية بين البلدين.
وأضافت أنه منذ نوفمبر 2020، أعطى تحرير القوات المسلحة الملكية للممر عبر المنطقة العازلة بالكركرات دفعا غير مسبوق للتجارة الثنائية بين البلدين التي قفزت بشكل عام إلى نسبة 58% بعد ثلاث سنوات، بحسب الأرقام التي قدمتها سفارة المغرب في نواكشوط في 22 نوفمبر 2023.
و رأت الصحيفة أن هناك مشروعين رئيسين يقودهما المغرب في افريقيا يفترض من حيث المبدأ أن يكونا مفيدين للجانب الموريتاني في المستقبل، الأول هو خط أنابيب الغاز مع نيجيريا، والذي يجب أن يمر عبر موريتانيا مما سيتيح لها الفرصة لاستخدامه في تصدير مخزونها الجديد من الغاز إلى أوروبا.
والمشروع الثاني هو فتح واجهة أطلسية أمام دول الساحل عبر مبادرة أطلقها محمد السادس يوم 6 نوفمبر 2023 تهدف لبناء طريق يمر من تشاد إلى النيجر وبوركينا فاسو ثم مالي، يمكن هذه البلدان الأربعة من الوصول أخيرًا إلى المحيط الأطلسي، سواء عبر الموانئ المغربية أو عبر الموانئ الموريتانية.
واعتبرت الصحيفة ان قرار الحكومة الموريتانية في يناير 2024 القاضي بفرض رسوم جمركية إضافية على الشاحنات المغربية التي تمر عبر معبر الكركرات يأتي استجابة لضغوط مالية للجزائز على انواكشوط.
ترجمة لمسيله ميديا