اعتقد بأن الإجماع منعقد بين المشتغلين في القطاع التربوي،و المهتمين به حول رداءة مخرجات النظام التربوي الموريتاني خلال العقود الأخيرة بسبب سياسات الارتجال،وغياب التخطيط التربوي الناجح المرتكز على الإستشراف التربوي المتبصر والهادف الى مسايرة العصرنة في ظل التطور الصناعي و التكنولوجي السريع.
قليلة هي الدول التي استطاعت ان تحقق نهضة تربوية ناحجة في زمن قياسي رغم عديد المحاولات في تجاوز مرحلة المدرسة التقليدية الى عصر المدارس الذكية الهادفة الى الإستفادة القصوى من التقنية في مجال التعليم.
و من التجارب الرائدة في هذا المجال ،و التي يمكن الإستفادة منها( ليس محاباة و لكن لضرورة و حاجة ماسة)، التجربتين الماليزية والمصرية، بالإضافة الى التجربة السعودية في هذا المجال رغم حداثتها.
قد يتساءل البعض عن مبررات هذه الدعوة او مصوغاتها و نحن في بداية إصلاح تربوي جديد،و نهج مدرسي جمهوري يخطو ببطئ وتعثر شديدين رغم الزيادة المخصصة في الموارد المالية لقطاع التعليم خلال السنوات الثلاثة المنصرمة من المامورية الأولى لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،لكن مواكبة التطور المذهل الذي حققه الإنسان في القرن العشرين و تأثيره على أسلوب الحياة في القرن الواحد و العشرين يستدعيان منا تحديث العملية التعليمية، ووسائل الشرح ،و التربية بالأساليب الحديثة التكنولوجية.
و المقصود بالمدرسة الذكية او مدرسة المستقبل هو" مدارس مجهزة بفصول الكترونية بها حواسيب،و برمجيات تمكن الطلاب من التواصل مباشرة مع المعلمين و المواد المقررة".
اعتقد ان الانطلاقة التربوية المقبلة ينبغي أن تتزامن مع اطلاق مشروع المدرسة الذكية من خلال اختيار مدارس نموذجية او تحويل بعض مدارس الإمتياز الى هذا المشروع الذي يمكن ان يكون محل تنسيق مشترك بين وزارتي التهذيب الوطني و إصلاح النظام التعليمي و وزارة الرقمنة بالإستعانة بالخبرة الأجنبية لبعض الدول العربية او الإسلامية لتشابه بعض الخصوصيات الثقافية و الاجتماعية.
اقترح ان تكون المرحلة الأولى من المشروع الإسترشادي او النموذجي مدة خمس سنوات بواقع مدرستين ذكتين في كل ولاية، وحاسوب محمول لكل تلميذ في هذه المدارس، و تموين بأقراص مدمجة و آلات عرض حديثة و ادارة الكترونية و غير ذلك من التجهيزات الضرورية لانطلاقة مدرسية ذكية يعبر من خلالها النظام التربوي الى الريادة التعليمية وجودة المخرجات مما يحقق النهوض التنموي و الرخاء لهذا البلد.
عال ولد يعقوب/ مفتش تعليم ثانوي