تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لأن محرك بحث غوغل سيختفي قريبا.. إليك ما سيحدث خلال السنوات القادمة

على مدى أكثر من عقدين ونصف من الزمن، اعتدنا مشهد شريط البحث الفارغ في صفحة بيضاء، يظهر فوقه رمز "Google" بألوانه المختلفة، ليصبح بوابتنا الأولى للدخول إلى شبكة الإنترنت. وعلى مدار الفترة نفسها، ظهر العديد من المنافسين الذين حاولوا مجرد الاستحواذ على نسبة ولو بسيطة من سوق محركات البحث على الإنترنت، لكن لم يستطع أحد منهم الاقتراب من تلك القلعة الحصينة.

 

لكن أسوار القلعة بدأت في الاهتزاز مؤخرا، فمنذ لحظة ظهور روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، وانطلاقه في رحلته المثيرة، شعر الجميع أن هناك أمرا ما على وشك أن يتغير، حتى إن ناقوس الخطر بدأ يدق داخل أسوار قلعة غوغل نفسها بعد شهر واحد فقط من إطلاق الروبوت الجديد. كانت غوغل، ربما للمرة الأولى منذ تأسيسها، تخشى من اقتراب تغيير تكنولوجي هائل قد يسبب لها اضطرابا في نموذج أعمالها الأساسي وهو البحث على الإنترنت. (1)

 

لسنا هنا للتنبؤ باختفاء شركة غوغل أو انهيارها فجأة، في الواقع فإن الشركة تُدار جيدا وتملك إدارة ذكية فعلا. ومع ذلك، فإن التغيير أصبح مؤكدا، وهذه التغييرات الضخمة تُمثِّل تحديات هائلة للبحث على غوغل، وربما التحديات الأضخم حقا والأولى من نوعها على مدار العقدين الماضيين. وعندما يتأثر بحث غوغل، فإن علاقتنا بالإنترنت نفسها ستتأثر بصورة عميقة، وهو ما يدعونا إلى التساؤل: هل حان الوقت لاستبدال محركات البحث التقليدية، التي تقوم على تصنيف صفحات الإنترنت وتضعها في ترتيب معين، لصالح نماذج اللغة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقدم إجابات مباشرة عن أسئلتنا؟

 

للإجابة عن هذا التساؤل سنحتاج في البداية إلى طرح عدة أسئلة جزئية: هل أصبح بإمكان النماذج الجديدة أن تفهم بالكامل تعقيدات وسياقات اللغات البشرية، بحيث يمكننا أن نثق بإجاباتها عن أسئلتنا؟ والأهم، هل ينبغي حقا أن نخوض مثل هذا التغيير الهائل الآن؟ وكيف ستكون العواقب على شركة بحجم غوغل إذا تغيرت طرق البحث التقليدية على الإنترنت؟ بل كيف ستكون العواقب على نظام الإنترنت كما نعرفه بشكله الحالي؟

 

المثير هنا أن هذه الأسئلة ليس لها إجابات مباشرة، والأمر لن يكون بتلك البساطة.

أحد, 28/05/2023 - 13:34

تابعونا

fytw